تمر علينا الذكرى السادسة والسبعين للنكبة الفلسطينية، التي تعرض فيها شعبنا الفلسطيني إلى أفظع عملية تهجير قسري في التاريخ وذلك عام 1948م كجريمة قانونية فظيعة ضد الإنسانية، وتتجدد اليوم النكبة الجديدة من خلال حرب الإبادة الجماعية التي تشنها نفس العصابات الإجرامية التابعة للاحتلال "الإسرائيلي"، نكبة ضد الإنسانية وضد الأخلاق وضد القيم والمبادئ.
نكبةٌ بدأتها فعلياً بريطانيا من خلال الوعد المشؤوم الذي قطعه وزير خارجية بريطانيا الأسبق "آرثر بلفور" بتاريخ 2 نوفمبر 1917م، وهو وعد "من لا يملك لمن لا يستحق"، وبدأت المؤامرة على شعبنا الفلسطيني منذ أكثر من قرن من التخطيط والمكائد للانقضاض على فلسطين، والآن الإدارة الأمريكية تسير على خطى البريطانيين، فجميعهم مشاركون في الإبادة الجماعية وجميعهم مشاركون في تهجير شعبنا الفلسطيني تهجيراً قسرياً إجبارياً تحت تهديد القتل والسلاح والقصف والإبادة الجماعية.
تستمر هذه المؤامرة على شعبنا الفلسطيني العظيم الصامد، وتزداد معها اعتداءات الاحتلال "الإسرائيلي" على مدار عقود طويلة من القتل والتدمير، حيث نقف هنا في اليوم 222 لحرب الإبادة الجماعية، ومرور 76 سنة على النكبة الفلسطينية، ومازال شعبنا الفلسطيني يعاني من القتل والإبادة الجماعية، في الوقت الذي تتحالف فيها الإدارة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول وتصطف إلى جانب الاحتلال "الإسرائيلي" ضد عدالة قضية شعبنا الفلسطيني الكريم، يتحالفون ضد الحرية وضد الإنسانية وضد المبادئ والأخلاق، فيمدون الاحتلال "الإسرائيلي" بالسلاح والطائرات المقاتلة، وينخرطون في الإبادة الجماعية، ويتشاركون في مسح مربعات سكنية وقتل عشرات آلاف المدنيين، وإننا نحملهم جميعاً كامل المسؤولية عن هذا الإجرام الذي لن ينساه التاريخ ولن تنساه البشرية.
اليوم يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" قتل أبناء شعبنا في حرب الإبادة حتى وصل عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات 35,233 شهيداً وبلغ عدد الإصابات 79,141 جريحاً، وبلغ عدد المفقودين 10,000 مفقود تحت الأنقاض أو أن مصيرهم ما زال مجهولاً، وذلك في أكثر من 3000 مجزرة، وتدمير أكثر من 370 ألف وحدة سكنية فوق رؤوس ساكنيها، وتدمير أكثر من 1000 مسجد وجامعة ومدرسة ومستشفى ومؤسسة، إضافة إلى تدمير مئات الكيلومترات من شبكات المياه والصرف الصحي وشبكات الكهرباء والطرق والشوارع والمفترقات والقضاء على 15 قطاعاً حيوياً من قطاعات الحياة والعمل في غزة، وكذلك في وقت أقام الاحتلال فيه العديد من المقابر الجماعية بحق مئات المدنيين الذين قام بإعدامهم بدم بارد، حتى وجدنا حتى هذه اللحظة 7 من المقابر الجماعية داخل المستشفيات دفن فيها أكثر من 520 شهيداً، ومازالت الجريمة مستمرة ومتواصلة.
نقف اليوم والمجازر مازالت مستمرة في حي الزيتون وحي الشيخ رضوان وفي مخيمات النصيرات والبريج وجباليا، حيث مازال الاحتلال يرتكب فيها أشد أنواع المجازر ضد المدنيين العزل الذين لا حول لهم ولا قوة.
يستمر هذا العدوان أيضاً في محافظة رفح، واحتلال معبر رفح البري وإغلاق معبر كرم أبو سالم، حيث منع الاحتلال "الإسرائيلي" خلال الأيام الثمانية الماضية من سفر أكثر من 450 جريحاً ومريضاً كان من المفترض أن يتلقوا العلاج في المستشفيات خارج قطاع غزة، كما ومنع الاحتلال "الإسرائيلي" خلال الأيام ذاتها من إدخال 1600 شاحنة مساعدات يعتمد عليها 2 مليون نازح في غذائهم وحياتهم اليومية بينهم أكثر من مليون طفل، مما يُنذر بموجة تجويع مدبرة ومقصودة يتعرض لها المدنيون والأطفال والنساء على وجه الخصوص، وكذلك يمنع الاحتلال من إدخال الوقود إلى ما تبقى من المستشفيات بعد أن دمر وحرق وأخرج عن الخدمة 33 مستشفى في قطاع غزة.
إننا اليوم نطلق هذا النداء وهذا التحذير إلى كل دول العالم، ونقول للمجتمع الدولي: إن قطاع غزة دخل مرحلة خطيرة من المعاناة التي تسببت بأزمة إنسانية عميقة يشرف عليها الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية وحلفائهم ضد المدنيين الفلسطينيين، وضد القطاعات المدنية والإنسانية والخدماتية في قطاع غزة، وهذا يُنذر بكارثة إنسانية حقيقية سيُروح ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين بسبب عدوانهم المستمر على شعبنا الفلسطيني.
*إننا أمام هذه الكارثة التاريخية التي ينفذها الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية وحلفائهم المنخرطون في الإبادة الجماعية، نود التأكيد على ما يلي:*
أولاً: مازلنا نعبر عن إدانتنا واستنكارنا الشديدين تجاه استمرار النكبة الفلسطينية التي بدأت فعلياً منذ عام 1948م وتستمر اليوم بحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية ومن قبلهم بريطانيا، وندعو كل دول العالم الحر إلى إدانة هذه الجريمة التاريخية المستمرة، وندعو العالم لتصحيح هذا الخطأ التاريخي بمنح شعبنا حريته وخلاصه من الاحتلال.
بيان صحفي
نص المؤتمر الصحفي للمكتب الإعلامي الحكومي – الأربعاء 15 مايو 2024م
المصدر
المكتب الإعلامي الحكومي
التاريخ