تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
تقرير
سلسلة زملاؤنا الذين قُتلوا: طالب الأونروا السابق دفن في مدرسة, قصة المعالج الطبيعي عبد الرحمن.
المصدر
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيين في الشرق الأدنى
التاريخ

بعد ثلاثة أشهر من الحرب في غزة، ومع تصاعد العنف من حوله، غادر عبد الرحمن عائلته بحثا عن الطعام. إلا أن هذا الأب لطفلين - أصغرهم كانت تبلغ من العمر بضعة أشهر فقط - لم يعد أبدا. وبدون أن يحظى بفرصة لوداعهم، قُتل عبد الرحمن بواسطة طائرة كوادكوبتر مسيرة. وبشكل مؤثر، تم دفن الطالب السابق في الأونروا في مدرسة أبو حلو التابعة للأونروا في مخيم البريج.

كان عبد الرحمن يحب الحياة وكان معروفا بأخلاقياته العالية في العمل. تخرج من المدرسة الثانوية بمعدل 95 بالمئة. ثم التحق بمركز تدريب غزة التابع للأونروا وحصل على دبلوم في العلاج الطبيعي بامتياز. استمرت أخلاقياته العالية في العمل تتألق بينما واصل سعيه للمعرفة بحصوله على درجة البكالوريوس في العلاج الطبيعي، حيث تخرج مرة أخرى بمرتبة الشرف. لم يتوقف طموح عبد الرحمن عند هذا الحد: فعند وفاته، كان يستعد لمناقشة أطروحة درجة الماجستير قبل أن تبدأ الحرب.

خلال مسيرته المهنية، خدم عبد الرحمن مجتمعه في عدة مراكز ومؤسسات للعلاج الطبيعي قبل أن ينضم مؤخرا إلى الفريق الطبي للأونروا في مركز صحي مدينة غزة. كان ملتزما تجاه مرضاه، الذين كانوا دائما يشيدون بتفانيه في عمله.  والذين عملوا معه يشهدون على لطفه واستعداده لمساعدة الآخرين.

وقالت ابتسام صقر، رئيسة قسم العلاج الطبيعي في العيادة: "إن عبد الرحمن رحمه الله نموذج رائع للموظف المثابر المعطاء بلا حدود، كان يتفانى في خدمة مرضاه وكانوا يشيدون بعلمه وخلقه أثناء زياراتي للقسم الذي يعمل فيه، وكذلك رغم أنه حديث العهد كزميل لنا إلا أن خبر مقتله أوجع زملائه جميعا لأنهم خسروا زميلا لم يشهدوا منه إلا حسن الخلق بالإضافة إلى خسارة قامة علمية بهذا القدر كانت لها طموحات وأحلام، وقد قتلت جميعا".

وحتى تاريخ 19 أيار، هنالك 96 نقطة طبية وسبعة مراكز صحية (من أصل 24) تابعة للأونروا لا تزال تعمل، يواصل فيها حوالي 667 من موظفي الرعاية الصحية تقديم الخدمة رغم نزوحهم هم أنفسهم. إن الأونروا تكرم خدمة وتفاني عبد الرحمن، مثلما تكرم 188 موظفا من موظفي الأونروا الآخرين الذين قتلوا منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في تشرين الأول 2023.