تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
Statement
كلمة المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
المصدر
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيين في الشرق الأدنى
التاريخ

 القاهرة

معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،

إذ نحيي اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فإنه ليشرفني كثيرًا أن استلم هذه الجائزة تقديرًا لخدمات الأونروا للاجئي فلسطين.

فهذه الجائزة تعود إلى زميلاتي وزملائي الرائعين، وخاصة أولئك الذين يؤدون أعمالًا منقذة للحياة في خضم كارثة إنسانية في غزة؛ وتصاعد للعنف في الضفة الغربية المحتلة؛ وهدنة غير مستقرة في لبنان.

لقد دفعوا ثمنًا باهظًا لالتزامهم بخدمة لاجئي فلسطين.

ففي غزة، قُتل 249 زميلة وزميلا من موظفي الأونروا.

ويكافح أولئك الذين نجوا من الحصار والقصف خلال الأشهر الأربعة عشر الماضية للتعامل والتكيف مع اضطرارهم للنزوح ومع انعدام الأمان.

ولا يقتصر حزنهم على فقدانهم لأحبائهم، فقد فقدوا أيضًا بيوتهم، كما فقدوا الأمل.

وقد استمر العديد منهم بالعمل لأكثر من عام دون توقف، في ظروف مروعة وغير إنسانية في كثير من الأحيان.

أما في الأرض الفلسطينية المحتلة، فيمضي الوقت بسرعة نحو تنفيذ تشريع الكنيست الإسرائيلي الرامي لإنهاء عمليات الأونروا.

حيث يخشى 17,000 موظف فقدان وظائفهم.

كما يواجهون تهديدات حقيقية لأمنهم وذلك لأنهم يعملون لدى الأونروا.

وهم يشكلون جزءا من المجتمع الفلسطيني ومن دون الأونروا فسيحرمون من الحصول على التعليم، والرعاية الصحية الأولية، والدعم الاجتماعي.

يواجه الفلسطينيون اليوم تهديدًا وجوديًا غير مسبوق، والذي يتفاقم بسبب الجهود الرامية إلى منع الوكالة من تقديم الخدمات الأساسية والهامة في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وإنني أحث الدول الأعضاء على استخدام جميع الأدوات القانونية والسياسية المتاحة لمنع تنفيذ تشريع الكنيست الذي سيقطع شريان الحياة الذي توفره الأونروا.

إن "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، تحت قيادة المملكة العربية السعودية، وجامعة الدول العربية، والعديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، يعد جهدًا ملحوظًا لضمان حل سياسي عادل يشمل لاجئي فلسطين.

وإن الأونروا منخرطة بشكل وثيق مع هذه المبادرة – فلدينا دور مهم نؤديه في ضمان انتقال قابل للاستمرار كمقدم للخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.

كما تحتاج الوكالة إلى دعم مالي عاجل لتجنب أزمة التدفق النقدي الحادة في أوائل العام المقبل، والتي عجل بها تعليق التمويل الذي أبقته الولايات المتحدة.

وسوف أبذل مع فريقي كل ما في وسعنا لمواصلة تقديم المساعدات الطارئة والخدمات الأساسية للاجئي فلسطين.

أحثكم على ترجمة التضامن إلى عمل وبذل كل جهد ممكن لحماية تفويض الأونروا وآلاف الموظفين الذين يجعلون عملنا المنقذ للحياة ممكنًا.

شكرا لكم.