تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
حول البتر
المؤلف
جاسبير بوار
سنة النشر
اللغة
عربي
عدد الصفحات
14

مقدمة

قبل اندلاع الإبادة الجماعية في غزة بوقت طويل، أعلنت المؤسسات والجمعيات الطبية أن قطاع غزة يعاني من "أزمة مبتوري الأطراف"، معربة عن قلقها إزاء الارتفاع الحاد في عدد مبتوري الأطراف وندرة الرعاية المتخصصة اللازمة لتوفير الدعم لهم.[1] لذلك، ينبغي إدراج هذه الأزمة في سياق الحصار المستمر على قطاع غزة منذ 18 عاماً، والذي يُعدّ جزءاً من النكبة المستمرة منذ عام 1948.[2] ساهمت أربع حروب وهجمات عسكرية على قطاع غزة منذ عام 2006 في تزايد عدد مبتوري الأطراف. وقد أدى التحكم في دخول السلع وتوفير الخدمات وحرمان أهالي القطاع منها، بما في ذلك تحديد السعرات الحرارية، ونقص مياه الشرب النظيفة، والحصول فقط على الحد الأدنى من الكهرباء، وهو ما يُطلق عليه غسان أبو ستة "معايرة الحياة"، إلى فرض ظروف معيشية مُنهِكة واسعة النطاق تُفاقم أي حالات طبية وتعيق علاجها. في عام 2012، أعلنت الأمم المتحدة أن قطاع غزة سيصير "غير صالح للعيش" بحلول عام 2020.[3] ويمكن فهم الإبادة الجماعية في غزة على أنها تكثيف ومفاقمة لهذه الظروف التي كانت تُفضي بالفعل إلى جعل غزة غير صالحة للعيش.

أزمة بتر مُفتعلة

حالات البتر في غزة كان يمكن تجنبها على عدة مستويات؛ بداية، تُعزى الأغلبية العظمى منها إلى "إصابات الحرب"، أو ما يُسمى "البتر الرضحي"، التي يُصاب بها الضحايا خلال الهجمات العسكرية الإسرائيلية العنيفة. ثانياً، يُثقل تركيز الإصابات خلال التكثيف الحاد للهجمات العسكرية على غزة كاهل مؤسسات الرعاية الطبية المُنهكة في الأصل، وهذا ما تُشير إليه جرَّاحة الترميم إيفيت غودوين بقولها "إن تكرار هذه الحوادث الكبرى، مع وصول جميع الحالات وهي تعاني من الإصابات نفسها في غضون ساعات، أمر غير مسبوق... أي مستشفى في أي بلد سيستعصي عليه علاج 500 جرح مفتوح في الأطراف السفلية في يوم واحد."[4] وتقول غودوين أيضاً إن في مثل هذه الحالات، كان الجراحون في أكثر الأحيان يعملون بمفردهم، "يبذلون قصارى جهدهم لوقف النزيف، وتنظيف الجروح، وتثبيتها"، وتضيف أن "المبادئ الأساسية لجراحة الحرب لم يكن من الممكن اتباعها دائماً... في الأيام التي كانت تصل فيها أعداد كبيرة من الإصابات في وقت واحد."[5]

وفي ظل نقص المضادات الحيوية وغيرها من العلاجات واللوازم والإمدادات الطبية، بالإضافة إلى نقص الكادر الطبي، تتطور العديد من الجروح إلى التهابات تؤدي إلى البتر. وأخيراً، وعلى نحو روتيني تواجه بالرفض طلبات الحصول على إذن للمغادرة وتلقّي الرعاية في الضفة الغربية والأردن وأجزاء أُخرى من العالم، علماً بأنه لو توفرت الرعاية الطبية المناسبة، لأمكن تجنب العديد من حالات البتر تماماً.

ووفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، قُدّر إجمالي عدد الفلسطينيين ذوي الإعاقة في غزة قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بما يقرب من 58,000 شخص، أي بنحو 2.6%،[6] وسجلت محافظة شمال غزة أعلى نسبة، بلغت 5%. وازداد مرتين عدد ذوي الإعاقة في غزة على مدى عشر سنوات، من عام 2007 إلى عام 2017.[7] وتشير دراسة مسحية أُخرى استناداً إلى تعداد السكان والمساكن والمنشآت لعام 2017 إلى أن ما يقرب من 7% من سكان غزة أفادوا بمعاناتهم من "صعوبة جسدية أو إعاقة".[8] ويؤثر النقص في الكهرباء بشكل غير متناسب على الفلسطينيين ذوي الإعاقة الذين هم بحاجة ماسة إليها لتشغيل الأجهزة الكهربائية التي يعتمدون عليها.[9]

لكن هذه الإحصاءات تختزل الواقع في صورة معرفية مفرطة في التبسيط للحرب على الصحة في غزة؛ فهي لا تستطيع أن تتناول التجارب المتنوعة لصنوف المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة أو وسائل صمودهم، ولا تتطرق إليها، كما أنها لا تُقدم أي فهم للوضع يتجاوز التحليل على مستوى السكان. وبالتالي، فإن هذه المقالة المتعلقة بالسياسات التي هي بين أيديكم محدودة بسبب طبيعة التقارير التي تعتمد عليها، مما يجعلها جزءاً من التجريبية الوضعية التي تعتمد على الإحصاءات والأرقام كأساس للفهم بدلاً من العوامل الإنسانية والسياقية الأوسع.

تقدم هذه الورقة لمحة عامة عن تاريخ العدد المتزايد من مبتوري الأطراف في غزة، و"وجودهم الواضح والملحوظ بين عامة السكان"،[10] مع التركيز بشكل خاص على مسيرة العودة الكبرى. ثم تستعرض المقالة الآثار الطبية الحيوية والاجتماعية المهمة لتزايد عدد مبتوري الأطراف في ظل القيود الشديدة على الخدمات الطبية والبنى التحتية الطبية المتضررة والمهددة. وأخيراً، تُقيّم المقالة تأثير الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة حتى وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/يناير2025، على إجمالي عدد مبتوري الأطراف.

لمحة تاريخية

يُعزى ارتفاع عدد مبتوري الأطراف الفلسطينيين إلى تفاقم التشوهات على مر الزمن في قطاع غزة. فقد أدت أربع حروب على قطاع غزة بين عامي 2006 و2014 إلى إصابة ما لا يقل عن 17,000 فلسطيني من سكان القطاع.[11] ففي عام 2006، قُتل 412 فلسطينياً وجُرح 1264، وفي عامي 2008-2009، قُتل 1383 وجُرح 5300، وفي عام 2012، قُتل 130 وجُرح 1399، وفي عام 2014، قُتل 2251 وجُرح 11,231.

وبُترت أطراف ما يقرب من 100 فلسطيني بسبب الإصابات خلال هجوم 2009 على غزة، وفقاً لممثلي منظمة الصحة العالمية في غزة.[12] وأفاد مركز الأطراف الصناعية وشلل الأطفال (ALPC)، وهو المزوِّد الرئيسي لخدمات مبتوري الأطراف آنذاك، بأنهم "عالجوا 300 من مبتوري الأطراف ممن أصيبوا في الهجمات الإسرائيلية من عام 2009 حتى عشية حرب 2014."[13]

ويمثل عام 2014 أكبر زيادة ملحوظة في الإصابات، وحدث ذلك في الوقت الذي استُهدفت فيه المستشفيات وسيارات الإسعاف مباشرة بنيران الدبابات.[14] ومن بين 11,231 جريحاً فلسطينياً، كان هناك 3436 طفلاً و3540 امرأة. وتشير التقديرات إلى أن 10% من المصابين - أي أكثر من 1000 فلسطيني - أصيبوا بإعاقة دائمة.[15] وأفادت وكالة الأونروا بأن ثلث الأطفال المصابين يعانون من إعاقات مدى الحياة.[16] وتشمل هذه الإحصاءات ما يقرب من 100 حالة بتر أطراف جديدة، منهم 14 امرأة و10 أطفال، بينهم رضيع عمره عام واحد.[17] ومن بين الأسلحة المستخدمة، تسببت هجمات الطائرات المسيّرة بأكبر الأضرار الجسدية، ما أدى إلى أشد أشكال البتر قسوة التي تطلبت تدخلات وعمليات جراحية أكثر من عمليات البتر باستخدام أسلحة أُخرى.[18]

مسيرة العودة الكبرى

ازداد عدد مبتوري الأطراف بشكل ملحوظ خلال مسيرة العودة الكبرى عام 2018 بسبب استهداف القناصة الإسرائيليين المتعمد لأطراف المتظاهرين. حينها، أُصيب أكثر من 35,000 متظاهر، منهم ما يقرب من 8000 بنيران حية، وكانت أكثر من 7000 من الإصابات في الأطراف السفلية. أدى الحجم الهائل للإصابات التي سُجلت خلال فترات متقاربة إلى عدم تمكن العديد من المرضى من تلقي الرعاية في الوقت المناسب. على سبيل المثال، ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أنها "ضاعفت قدرتها الجراحية ثلاث مرات" منذ بداية مسيرة العودة الكبرى، لكن "فرقها أُنهكت".[19] وفي حزيران/يونيو 2018، حذّر خبراء الأمم المتحدة من أن نظام الرعاية الصحية في غزة "على وشك الانهيار".[20]

يفيد تقرير لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في الانتهاكات المرتكبة خلال الاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 2018، أنه بحلول نهاية عام 2018، "خضع 122 متظاهراً لعمليات بتر، بينهم 20 طفلاً وامرأة واحدة؛ ومن بينها 98 عملية بتر في الأطراف السفلية"، متجاوزة بذلك الأعداد المسجلة في عامي 2009 و2014 معاً.[21]

استخدمت إسرائيل الإيذاء بغية التسبب بالإعاقة خلال الانتفاضتين الأولى والثانية كشكل من أشكال السيطرة لتجنب اتهامها بالقتل غير المتناسب وتعزيز ادعائها بأن جيشها "يتمتع بأرفع المناقب الأخلاقية في العالم" وتظاهرها بالالتزام بالقانون الدولي، مع استمرارها في إلحاق أضرار جسيمة بالفلسطينيين. وقد تحدثتُ في موضع آخر عن استخدام الإصابات الجسدية كذريعة ليبرالية "إنسانية" للتسبب بإعاقات جماعية بصفته "الحق السيادي في التشويه" الذي تنتهجه إسرائيل.[22] وتبعاً لما ذكره الجيش الإسرائيلي، "عند استخدام القوة القادرة على القتل، صوّبت قوات الجيش الإسرائيلي للتسبب بالإصابة وليس بالقتل. ولتحقيق ذلك، طُلب من قوات الجيش الإسرائيلي التصويب أسفل الركبة وعدم توجيه الذخيرة الحية نحو مركز الجسم."[23]

يفيد مركز عدالة، المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل، بأن المحكمة العليا الإسرائيلية "تبنت موقف الجيش الإسرائيلي بالكامل" عندما رفضت التماسين يُشككان في ممارسة الاستهداف بقصد التسبب بجروح، مُقرةً بذلك بحقه في استخدام "القناصة والذخيرة الحية ضد المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة." ونص قرار المحكمة على أن المتظاهرين شكلوا "خطراً حقيقياً" على الجيش الإسرائيلي.[24]

لكن الأطباء في موقع الأحداث دحضوا هذه التفسيرات التي تُشير إلى المتظاهرين على أنهم خطرون. وكما أشار الدكتور غسان أبو ستة، جرَّاح الترميم الذي عمل خلال مسيرة العودة الكبرى، إلى أنه "عندما يكون لديك هذا العدد الهائل من الإصابات المتطابقة تقريباً، حين كان العديد من المصابين على بُعد 150 متراً، وليسوا على احتكاك مباشر بالجنود الإسرائيليين، تُدرك أن هذه سياسة مُتعمدة وليست أضراراً جانبية." تُظهر تعليقات الدكتور غسان أبو ستة المغالَطة في التبرير الذي قدمته المحكمة العليا الإسرائيلية. علاوة على ذلك، لم يُراجع قرار المحكمة العليا سياسة الاستهداف المتعمد لأجزاء معينة من الجسم. وتشير ماري إليزابيث إنغرس، رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود، إلى أنه "عندما يكون ما يقرب من 90% من الجرحى مصابين في الأطراف السفلية، فهذا يعني وجود سياسة لاستهداف الأطراف السفلية."[25]

ووافقت الصحافة الإسرائيلية، مع اقتراب نهاية مسيرة العودة الكبرى، على هذه التقييمات. وبتاريخ 6 آذار/مارس 2020، كتب الصحافي الإسرائيلي هيلو غليزر باستفاضة في صحيفة "هآرتس" أن الجنود كانوا يُحصون عدد الركب و/أو الأطراف التي عطبوها في نهاية كل يوم. ويوضح غليزر "التسلسل الهرمي القيادي" من خلال قول أحد ضباط الجيش الإسرائيلي "لكل قناص قائدٌ صغير ... مثلي، وقائدٌ رفيع المستوى - قائد سرية أو نائب قائد سرية. كان الضابط الأعلى رتبة يطلب الإذن بإطلاق النار من قائد لواء القطاع. وكان يتواصل معه عبر اللاسلكي ويسأله: هل يمكنني إضافة ركبة أُخرى لبعد ظهر اليوم؟."[26]

كان لاستهداف الأطراف السفلية خلال مسيرة العودة الكبرى نتائج مدمرة مع زيادة عدد مبتوري الأطراف في غزة وخلق مشهد جماعي من التشويه والمعاناة الفلسطينية. وتفيد أرقام منظمة الصحة العالمية أن 155 متظاهراً خضعوا لعمليات بتر الأطراف بحلول نهاية عام 2019، بينهم 19 طفلاً، وأصيب 27 فلسطينياً في العمود الفقري وبالشلل نتيجة لذلك.[27] كما أفادت منظمة الصحة العالمية أن بين 172 جريحاً أصيبوا بإعاقة دائمة أكثر من 20% من الأطفال، و121 منهم بسبب البتر. بمعنى آخر، يُعد البتر في هذه الفئة السبب الرئيسي للإعاقة الدائمة.[28] ومن بين حالات البتر هذه البالغ عددها 121، أجريت 13 من عمليات البتر فقط (11%) في غضون 72 ساعة من الإصابة، وهي تُعرف باسم "البتر الأولي"، أمّا عمليات "البتر الثانوي" وهي 108 حالات (89%) فحدثت بعد تلك الفترة الزمنية الأولية، وكانت نتيجة عدوى أو نقص التروية جراء الانسداد وعدم وصول الدم والأكسجين إلى الأنسجة، ما يُبرز أن العديد من حالات البتر ناجمة عن نقص المستلزمات الطبية والإمدادات والكوادر،[29] وكانت أغلبية هذه الحالات (98) فوق الركبة أو تحتها.[30]

علاوة على ذلك، فإن للصور المتداولة للشبان والرجال الفلسطينيين الجرحى ومبتوري الأطراف، وخصوصاً تلك التي نُشرت على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام الغربية الرئيسية خلال مسيرة العودة الكبرى، تأثيراً أيديولوجياً لا يمكن إنكاره. هذه الصور تنطبع في ذهن "المجتمع الدولي" وتجعله يعتاد على رؤية أجساد الفلسطينيين على أنها مُصابة، وترسخ لديه الفكرة عن الرجال الفلسطينيين بأنهم عاجزون وضعفاء، وعن القضية الفلسطينية بأنها تفتقر إلى الزخم والقوة. في جوهره، البتر ليس مجرد إصابة عرضية بل نتيجة مباشرة أو "إصابة مميزة" ممهورة بخاتم دولة استعمارية استيطانية عنيفة والنظام العالمي الاستعماري الجديد، إنه بصمة الحكم الاستعماري الذي يجعله جزءاً من الوجود الفلسطيني وكأنه مصيره المحتوم والمُقدَّر مُسبقا. في مقابلة بُثت لأول مرة على قناة "الجزيرة" الإنكليزية، قال الدكتور غسان أبو ستة، متأملاً في أزمة بتر الأطراف التي يعاني منها الأطفال حالياً نتيجة الإبادة الجماعية، إنه ولرفض هذه العلامة الاستعمارية، يجب إعادة النظر في الطرف المبتور باعتباره "وسام شرف".[31]

في تقديري، كان استهداف أطراف الفلسطينيين خلال مسيرة العودة الكبرى تكراراً لممارسات عنيفة سابقة وتدريباً على العنف السيادي الممنهج. كان ذلك بمثابة نسخة من سياسة "اكسروا عظامهم" سيئة السمعة التي أمر بها يتسحق رابين خلال الانتفاضة الأولى، لكن هذه المرة باستخدام الرصاص بدلاً من الهراوات والحجارة. وكان بمثابة اختبار لمشهد الإعاقات الجماعية للفلسطينيين والتسامح الدولي مع هذا العنف، مما يهيئ الجمهور لتوسيع العنف في المستقبل ومشاهد الإبادة الجماعية التي نشهدها حالياً.

التأثيرات البيولوجية والطبية والاجتماعية

أُجريت الدراسة الأشمل لمبتوري الأطراف بين حزيران/يونيو 2014 وكانون الأول/ديسمبر 2016، وشملت 254 فلسطينياً فقدوا طرفاً أو أكثر بين عامي 2006 و2016 جراء القصف والغارات الإسرائيلية. كان ما يقرب من واحد من كل خمسة - 17% منهم دون سن الثامنة عشرة - أطفالاً وقت إجراء الدراسة: 92% منهم رجال، بمتوسط عمر 25.6 عاماً عند بتر أطرافهم، 85% منهم تعرضوا لبتر شديد في أعلى المعصم أو الكاحل،[32] وكان 44% من المشاركين في الدراسة يحملون "شظايا معدنية من متفجرات مجهولة التركيب" في أجسادهم.[33]

قبل بدء الإبادة الجماعية، كانت الأغلبية العظمى من مبتوري الأطراف من الشباب المتعلمين تعليماً جيداً، إذ يشكل الشباب الذين شاركوا في احتجاجات مسيرة العودة الكبرى النسبة الأكبر من مبتوري الأطراف. وينبغي أخذ الجانب الجندري للبتر تماماً في الاعتبار؛ فإصابة "المُعيل" بالبتر يؤثر على الأسرة بأكملها كوحدة مجتمعية، ما يُضطر النساء، وغالباً الأطفال، إلى القيام بأعمال (إضافية) مدفوعة الأجر إلى جانب رعاية أحد أفراد الأسرة المصاب بالإعاقة. ويزداد العمل غير الظاهر وغير المدفوع الأجر في عملية إعادة الإنتاج الاجتماعي بشكل كبير عندما يكون أحد أفراد الأسرة مُعاقاً. في الدراسة المذكورة أعلاه، "كان 63% من مبتوري الأطراف المعيلين الوحيدين لأسرهم، وكان 75.2% منهم عاطلين عن العمل، وفقد 46% منازلهم."[34]

كما يجب تسليط الضوء على صدمة التحول إلى "عبء" على العائلة والأصدقاء في اقتصاد يعاني من ارتفاع معدلات البطالة ويتعرض على نحو متعمد للإنهاك لإبقائه في حالة تخلف.[35] وتتفاقم الصدمة الجسدية للبتر بسبب الصدمة الاجتماعية الناجمة عن عدم القدرة على العمل وإعالة الأسرة، وبالتالي التبعية، وهذا في جوهره شكل من أشكال الإخصاء والشعور بالعجز.[36] وقد خلصت إحدى الدراسات إلى وجود صلة أقوى بين "الألم والضيق النفسي" والمعاناة الاقتصادية الأسرية الناجمة عن فقدان الدخل، مقارنةً "بشدة البتر الطبي والتشريحي للأطراف."[37] ومن بين مجموعة الأعراض الطويلة الأمد، تطغى أعراض الاكتئاب والقلق والأرق والألم الوهمي، إلى جانب آلام المفاصل والظهر.[38] وتشير التقديرات بشكل عام إلى أن أكثر من ثلثي سكان غزة يعانون من الاكتئاب.[39]

في الفترة من 2009 إلى 2014، كانت الأطراف الاصطناعية متاحة فقط في مركز الأطراف الاصطناعية وشلل الأطفال.[40] ووجدت دراسة أجريت على مبتوري الأطراف السفلية بسبب إصابات باليستية تعرضوا لها خلال مسيرة العودة الكبرى أن 11% فقط لم يحتاجوا إلى تعديل في الجزء المتبقي من الطرف المبتور أو في طرفهم الاصطناعي، وأن ثلثهم فقط استخدموا أطرافهم الاصطناعية، و"كان العامل المُقيّد للإصلاح مرتبط بتوافر المواد."[41]

في حين أنه من المُسلّم به عموماً أن خدمات إعادة التأهيل مُنهَكة، ويصعب في أكثر الأحيان الوصول إليها بسبب بُعد المسافة وتدهور البنية التحتية، والتكلفة الباهظة، ونقص الموارد، فقد تم توفير أنظمة دعم اجتماعي لمبتوري الأطراف. على سبيل المثال، أنشأت جمعية إغاثة أطفال فلسطين عام 2019 مشروع غزة لمبتوري الأطراف استجابةً لأزمة مبتوري الأطراف بعد مسيرة العودة الكبرى لمساعدة أولئك الذين خضعوا "لعمليات بتر أو تعديل للأطراف بسبب حالات خلقية منذ الولادة أو حوادث أو إصابات صادمة."[42] وفي عام 2019 أيضاً، أنشأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) أول فريق كرة قدم وطني فلسطيني مُكوّن بالكامل من مبتوري الأطراف، بالتعاون مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لمبتوري الأطراف.[43] كما نظمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر واللجنة البارالمبية الفلسطينية أول بطولة دراجات لمبتوري الأطراف عام 2021.[44]

الإبادة الجماعية الحالية

في عام 2021، أفاد مركز الأطراف الاصطناعية وشلل الأطفال بوجود 1765 حالة بتر في غزة.[45] في كانون الثاني/يناير 2025، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل 4500 حالة بتر مند 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بينهم 800 طفل، أي ما نسبته 18% من إجمالي عدد الحالات.[46] ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد نظراً إلى صعوبة إعداد إحصاءات دقيقة في ظل التدمير المستمر للمؤسسات المدنية.[47] ومن المرجح أن تكون هذه الإحصاءات مستقاة من حالات عالجتها مستشفيات وزارة الصحة، وقد لا تعكس العدد الإجمالي للمبتورين.

أعادت الإبادة الجماعية في غزة التركيز على مبتوري الأطراف نظراً إلى العدد الكبير للأطفال الذين خضعوا لعملية بتر طرف أو أكثر، وغالباً من دون استخدام التخدير. ولم يتضح بعد عدد الأطفال الذين خضعوا لعمليات بتر، ومن الإحصاءات التي استُشهد بها كثيراً في الأشهر الأولى من الإبادة الجماعية أن عشرة أطفال كانوا يفقدون أطرافهم كل يوم.[48] في شباط/فبراير 2024، أفادت منظمة اليونيسف بأن "أكثر من ألف طفل في قطاع غزة بُترت" إحدى ساقيهم أو كلتاهما.[49] ونشرت الأونروا ومقررو الأمم المتحدة ووزارة الصحة في غزة بيانات في نيسان/أبريل 2024 تؤكد أن "آلاف الأطفال في قطاع غزة خضعوا لبتر الأطراف، مما أدى إلى إعاقات دائمة".[50] وأعلن الدكتور ليث حنبلي في بث مباشر على تويتر في 12 أيلول/سبتمبر 2024 أن 11,000 طفل تعرضوا لبتر طرف واحد أو أكثر. وفي أعلى تقدير على الإطلاق، صرح الدكتور حنبلي بأن "هذا أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في تاريخ الحروب"، وقال الدكتور أبو ستة إنها "أكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ".[51] ومن المرجح أن يرتفع هذا العدد مع استمرار الإبادة الجماعية في عامها الثاني، وهي جزء مما يُسمى اليوم "حرب إسرائيل ضد الأطفال".[52] وتجري وزارة الصحة حالياً مسحاً لجمع أرقام دقيقة، بينما فيما الأطباء الميدانيون الأعداد بأنها أعلى بكثير مما ورد في التقارير الرسمية حتى تاريخ كتابة هذه المقالة.[53]

يحتاج الأطفال مبتورو الأطراف تحديداً إلى رعاية منتظمة نظراً إلى أن جروحهم تنمو مع نمو أجسامهم ويمكن أن يواجهوا "تحديات في الحركة وتنمية المهارات الحركية".[54] ويوضح أبو ستة أن "العظام تنمو أسرع من الأنسجة الرخوة، والأعصاب المقطوعة غالباً ما تلتصق مجدداً بالجلد بشكل مؤلم"، مما يتطلب جراحات متابعة متعددة، بالإضافة إلى التعديل المنتظم للأطراف الاصطناعية لضمان ملاءمتها.[55] علاوة على ذلك، "قد ترتفع معدلات الاعتلال والوفيات بين العديد من هؤلاء الأطفال المصابين إذا لم يتلقوا على وجه السرعة الرعاية المكثفة والطويلة الأمد التي يحتاجونها."[56]

تقول الدكتورة ناهد أبو طعيمة، مديرة مجمع ناصر الطبي في خان يونس، جنوب قطاع غزة، إن استخدام أنواع جديدة من الأسلحة يعد أحد أسباب الإصابات الأكثر خطورة التي تتطلب البتر.[57] وبينما يُشكل الرجال الفلسطينيون الغالبية العظمى من مبتوري الأطراف في غزة،[58] إلاّ إنه من غير الواضح مدى تغير الوضع بعد أن يضاف إلى المجموع الأطفال مبتوري الأطراف الذين لم يُصابوا خلال الاحتجاجات التي كان معظم المشاركين فيها من الرجال. ونظراً إلى حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية الطبية في غزة، فإن الاستهداف المتعمد للمستشفيات والكوادر الطبية وخدمات إعادة التأهيل الأساسية يجعل الحصول على وسائل المساعدة على الحركة، مثل العكازات والكراسي المتحركة والأطراف الاصطناعية، والوصول إليها مسألة مستعصية.[59] كما ألحقت إسرائيل أضراراً جسيمة بمستشفى الشيخ حمد، وهو المنشأة الوحيدة المتبقية لتصنيع الأطراف الاصطناعية، في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.[60]

عانى مبتورو الأطراف (والفلسطينيون ذوو الإعاقة عموماً) أيضاً بشكل خاص خلال الإبادة الجماعية. وتشير تقارير عديدة إلى أن مبتوري الأطراف لم يتمكنوا من الحصول على أجهزتهم المساعدة على الحركة – سواء الكراسي المتحركة أو الأطراف الاصطناعية والعكازات - أو منعهم الجيش الإسرائيلي من الوصول إليها، واضطروا إلى الزحف لمسافات طويلة للانتقال و/أو الفرار من القصف، ما أدى إلى تعرضهم في كثير من الأحيان لإصابات إضافية أثناء قيامهم بذلك.[61]

الخاتمة/الملخص

أزمة بتر الأطراف في غزة هي أزمة مفتعلة وليست نتيجة حوادث طبيعية؛ إنها نتيجة الظروف المُترسخة المترتبة على الحصار المُستمر منذ 18 عاماً على غزة، والذي يؤدي إلى شح الإمدادات ويمنع المرضى المحتاجين إلى العلاج من السفر. وقد أدت سلسلة من الحملات العسكرية الإسرائيلية على غزة إلى تجميع أعداد كبيرة من الجرحى الغزيين الذين يحتاجون إلى الرعاية الطارئة في ظل بنية تحتية طبية مُنهَكة وتفتقر إلى الموارد الأساسية. وقد أدى ذلك إلى حالات بتر كان من الممكن تجنّبها، وإلى تدهور نظام الرعاية اللاحقة، مما يجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، على المرضى الحصول على جراحات المتابعة والأطراف الاصطناعية المناسبة والدعم النفسي. ويجادل البحث الذي تم استعراضه هنا في ضرورة تحسين موارد المرافق الطبية، لكنه يُشير أيضاً إلى ضرورة معالجة السبب الواضح للأزمة، وهو عنف الإبادة الجماعية الممنهج الذي تمارسه دولة إسرائيل بلا رقيب أو حسيب، بدعم من الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من حلفاء الشمال العالمي، تجاه الفلسطينيين.[62] ومن ثم فإن الحل الحقيقي الوحيد لأزمة بتر الأطراف هو إنهاء الاحتلال الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي لفلسطين. 

 

[1] للاطلاع على جزء صغير من التقارير التي قدمتها منظمات الإغاثة الإنسانية قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بشأن وضع مبتوري الأطراف في غزة، يمكن مراجعة:

“Gaza: Reconstructing Lives after Amputations,” Médecins Sans Frontières, July 18, 2022; “Great March of Return: Shattered Limbs, Shattered Lives,” Médecins Sans Frontières; “Gaza: Crutches of Metal and Hopes of Steel,” International Committee of the Red Cross, February 12, 2019; Emergency Trauma Response to the Gaza Mass Demonstrations 2018–2019: A One-Year Review of Trauma Data and the Humanitarian Consequences, WHO, May 2019.

[2] “Quick Facts: The Palestinian Nakba (‘Catastrophe'),” Institute for Middle East Understanding, April 5, 2023.

[3] Stephen McCloskey, “UN's Warning That Gaza Will Not Be a ‘Liveable Place' by 2020 Has Been Realised,” OpenDemocracy, January 15, 2020.

[4] Yvette Godwin, “An Epidemic of Lower Limb Gunshot Injuries,” PMFA Journal, June 18, 2020

[5] Ibid.

[6] Palestinian Central Bureau of Statistics, “Press Release on the Occasion of the International Day of Persons with Disabilities,” December 3, 2023.

[7] Ibid.

[8] Harri Lee, Ola Abu Alghaib, and Rabeca Lauriciano, “Disability in Gaza: Policy, Barriers to Inclusion and a Mapping of Interventions,” UK Department for International Development, May 24, 2019.

[9]Gaza: People with Disabilities Disproportionately Affected by the Energy and Salary Crisis,” OCHA, October 11, 2017.

[10] Yvette Godwin, Ahmed Almaqadma, Hafez Abukhoussa, and Mohammed Obaid, “Stump-plasty: An Operation Born of Necessity in Gaza,” Strategies in Trauma and Limb Reconstruction, 16, no. 2 (2021).

[11] Hanne Edøy Heszlein-Lossius et al., “Life after Conflict-Related Amputation Trauma: A Clinical Study from the Gaza Strip,BMC International Health Human Rights 18, no. 34 (2018).

[12] Physicians for Human Rights-Israel, Amputees: The Challenges Faced by Gaza-Strip Amputees in Seeking Medical Treatment, May 2016.

[13] Ibid.

[14] Kristin Solberg, “Gaza's Health and Humanitarian Crisis,” The Lancet 384, no. 9941 (August 2014).

[15] OCHA, Key Figures on the 2014 Hostilities, June 23, 2015.

[16] “2014 Gaza Conflict,” UNRWA.

[17] Physicians for Human Rights-Israel, Amputees: The Challenges Faced by Gaza-Strip Amputees in Seeking Medical Treatment, May 2016

[18] Hanne Edøy Heszlein-Lossius, “Life after War-Related Extremity Amputations: A Retrospective, Descriptive Clinical Follow-up Study from Gaza, Occupied Palestine,” PhD diss., The Arctic University of Tromsø, 2019.

[19] “Great March of Return: Shattered Limbs, Shattered Lives,” Médecins Sans Frontières.

[20]UN Experts Say Gaza Health Care at ‘Breaking Point,'” United Nations Human Rights, June 21, 2018.

[21] OHCHR, “Report of the United Nations Commission of Inquiry on Violations Committed during the Protests in the Occupied Palestinian Territory in 2018,” February 28, 2019.

[22] Jasbir Puar, The Right to Maim: Debility, Capacity, Disability, (Duke University Press, 2017).

[23] IDF Editorial Team, “IDF Use of Potentially Lethal Force,” February 13, 2022.

[24] “Israeli Supreme Court Gives Green Light to Continued Use of Live Fire, Snipers against Gaza Protesters,” Adalah, May 25, 2018. See also Ghada Majadli and Hadas Ziv, “Amputating the Body, Fragmenting the Nation: Palestinian Amputees in Gaza,” Health Human Rights 24, no. 2 (2022): 281–92.

[25] Dania Akkad, “‘Shoot to Maim': How Israel Created a Generation on Crutches in Gaza,” Middle East Eye, March 29, 2019.

[26] Hilo Glazer, “ ‘42 Knees in One Day': Israeli Snipers Open Up About Shooting Gaza Protesters,” Haaretz, March 6, 2020

[27] “Shoot and Abandon: 155 Amputees and 27 Paralyzed in Two Years: How Israel Punishes Those Who Dare Protest the Siege of the Gaza Strip,” B'tselem, January 30, 2020.

[28] Rosie Scammell and Nagham Mohanna, “How Gaza Amputees Adjust after Suffering Wounds of War,” National News, November 9, 2021.

[29] Emergency Trauma Response to the Gaza Mass Demonstrations 2018–2019: A One-Year Review of Trauma Data and the Humanitarian Consequences, WHO, May 2019.

[30] Ibid.

[31] “It's a War on Children | Centre Stage,” posted on December 15, 2023, by Al Jazeera English, YouTube.

[32] Hanne Edøy Heszlein-Lossius et al., “Life after Conflict-Related Amputation Trauma: A Clinical Study from the Gaza Strip.

[33] Hanne Edøy Heszlein-Lossius et al., “Disturbing Medical Findings in War-Related Traumatic Amputation Patients: A Clinical Descriptive Study from Gaza,” BMJ Open 10, no. 6 (2020).

[34] Hanne Edøy Heszlein-Lossius et al., “Life after Conflict-Related Amputation Trauma: A Clinical Study from the Gaza Strip.

[35] Sara Roy, The Gaza Strip: The Political Economy of De-Development (Institute for Palestine Studies, 1995).

[36] Hanne Edøy Heszlein-Lossius, “Life after War-Related Extremity Amputations: A Retrospective, Descriptive Clinical Follow-up Study from Gaza, Occupied Palestine.”

[37] Hanne Edøy Heszlein-Lossius et al., “Does Pain, Psychological Distress and Deteriorated Family Economy Follow Traumatic Amputation among War Casualties? A Retrospective, Cross-Sectional Study from Gaza," BMJ Open 9, no. 6 (2019).

[38] Hanne Edøy Heszlein-Lossius, “Life after War-Related Extremity Amputations: A Retrospective, Descriptive Clinical Follow-up Study from Gaza, Occupied Palestine.”

[39] Palestinian Central Bureau of Statistics, “Press Release on the Occasion of the International Day of Persons with Disabilities,” December 3, 2023.

[40] Physicians for Human Rights-Israel, Amputees: The Challenges Faced by Gaza-Strip Amputees in Seeking Medical Treatment

[41] Yvette Godwin, Almaqadma Ahmed, and Hammad Yousef Shaat, “A Review of the First Wave of Lower Limb Amputees from the Great March of Return in Gaza: Taking Stock and Preparing for the Task Ahead," Injury: International Journal of the Care of the Injured 53, no. 7 (July 2022).

[42] “The Amputee Crisis in Gaza,” PCRF;

“Gaza Amputee Project,” PCRF.

[43] Fares Akram, "New Soccer League Helps Gaza Amputees Cope with War Trauma,” AP News, December 8, 2021

[44]ICRC's Year in Pictures, 2021: War Expands, Athletes Shine and Families Reunite,” International Committee of the Red Cross, December 22, 2021

[45] Rosie Scammell and Nagham Mohanna, “How Gaza Amputees Adjust after Suffering Wounds of War,” National News, November 9, 2021.

[46] Hosni Nedim, “4,500 Amputations Reported in Gaza amid Israeli War,” Anadolu Ajansı, January 1, 2025.

[47]Gaza Health Official: ‘4,500 Amputations since Start of Israel's Genocide,'” Middle East Monitor, January 11, 2025.

[48] Juzoor for Health and Social Development, A War on Health: Juzoor's Report on Health Sector in Gaza, March 2024.

[49] “The Number of People with Disabilities Is Increasing Rapidly in Light of the Israeli Aggression, Which Exacerbates Their Suffering and Reduces Their Chances of Survival,” Al-Haq, February 8, 2024

[50] QADER for Community Development, The Impact of the Israeli Aggression on the Gaza Strip on the Rights of Persons with Disabilities: Monitoring Violations, Legal Analysis, and Avenues for Accountability and Effective Remedies, April 2024.

[51] Eliza Griswold, “The Children Who Lost Limbs in Gaza,” The New Yorker, March 21, 2024.

[52] Sharmila Devi, “Child Health in Gaza,” The Lancet 404, no. 10463 (October 2024).

[53] Personal communication, Dr. Layth Hanbali, February 3, 2025.

[54] Juzoor for Health and Social Development, A War on Health: Juzoor's Report on Health Sector in Gaza, March 2024.

[55] Griswold, “The Children Who Lost Limbs in Gaza.”

[56] Nidal Bin Kamran and Muddassir Syed Saleem, “Child Amputees in Gaza: A Humanitarian Crisis Demanding Action,” Asia Pacific Journal of Public Health (2025).

[57] Ibid. See also Griswold, “The Children Who Lost Limbs in Gaza.”

[58] Hanne Edøy Heszlein-Lossius et al., “Disturbing Medical Findings in War-Related Traumatic Amputation Patients: A Clinical Descriptive Study from Gaza.”

[59] QADER for Community Development, The Impact of the Israeli Aggression on the Gaza Strip on the Rights of Persons with Disabilities

[60] Griswold, “The Children Who Lost Limbs in Gaza.”

[61] QADER for Community Development, The Impact of the Israeli Aggression on the Gaza Strip on the Rights of Persons with Disabilities

[62] James Smith et al., “Violence in Palestine Demands Immediate Resolution of Its Settler Colonial Root Causes,” BMJ Global Health 8, no. 10 (October 2023).

عن المؤلف

جاسبر ك. بوار: أستاذة متميزة في كلية الآداب بمعهد العدالة الاجتماعية من جامعة بريتش كولومبيا في كندا، وأستاذة زائرة في قسم دراسات المرأة والجندر بجامعة ويسترن كيب في جنوب أفريقيا. ألّفت كتابين حائزين على جوائز هما "الحق في التشويه: الضعف، والقدرة، والإعاقة" (The Right to Maim: Debility, Capacity, Disability) الصادر في سنة 2017 و"التجميعات الإرهابية: القومية المثلية في زمن مجتمع الميم" (Terrorist Assemblages: Homonationalism in Queer Times) (2007، 2017).