قامت الأونروا بتسهيل تسليم الإمدادات الطبية الطارئة والأدوية التي تشتد الحاجة إليها من منظمة الصحة العالمية إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، شمال قطاع غزة، على الرغم من المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها موظفونا وشركاؤنا في مجال الصحة بسبب القصف المتواصل.
وهذه هي المرة الثانية فقط التي يتم فيها تسليم الإمدادات المنقذة للحياة إلى المستشفى منذ تصاعد أعمال العنف وبدء الحصار الكامل على غزة. وفي 24 تشرين الأول، سلمت منظمة الصحة العالمية إمدادات طبية إلى المستشفى وسط حالة من انعدام الأمن الشديد.
وعلى الرغم من الترحيب بالكميات التي قمنا بتسليمها، إلا أنها بعيدة كل البعد عن أن تكون كافية للاستجابة للاحتياجات الهائلة في قطاع غزة. إن الظروف الطبية في مستشفى الشفاء - أكبر مستشفى في قطاع غزة وواحد من أقدم المؤسسات الصحية الفلسطينية – كارثية.
حالياً، يتوفر سرير واحد تقريباً لكل اثنين من المرضى. وإن قسم الطوارئ والعنابر مكتظة، ما يتطلب من الأطباء والعاملين الطبيين علاج الجرحى والمرضى في الممرات وعلى الأرض وفي الهواء الطلق. ويزداد عدد الجرحى كل ساعة بينما يعاني المرضى من آلام هائلة وغير ضرورية مع نفاد الأدوية وعقاقير التخدير. بالإضافة إلى ذلك، لجأ عشرات الآلاف من النازحين إلى مواقف السيارات والساحات في المستشفى.
لطالما كان مستشفى الشفاء أهم مرفق صحي في غزة. وقد استجاب أطباؤه وممرضوه وغيرهم من العاملين فيه ببطولة للوضع الحالي اليائس. لكنهم بحاجة إلى مزيد من الدعم. إن المناطق الشمالية من غزة لا يمكن ولا ينبغي أن يتم عزلها أو حرمانها من إيصال المساعدة الإنسانية. كما لا يمكن حرمان المرضى هناك من الرعاية الصحية التي يستحقونها ويحتاجون إليها بشكل عاجل. إن المساعدات ينبغي أن تصل إلى غزة بأكملها.
إن الإمدادات والوقود تنفد من المرافق الطبية. وحتى الآن، لم يسمح بدخول الوقود إلى قطاع غزة، بما في ذلك مستشفى الشفاء منذ أكثر من شهر.
وتجدد الأونروا ومنظمة الصحة العالمية نداءهما العاجل لإيصال الوقود للوكالات الإنسانية في قطاع غزة. وبدون وقود، لا يمكن للمستشفيات والمرافق الأساسية الأخرى مثل محطات تحلية المياه والمخابز أن تعمل، ومن المؤكد أن المزيد من الناس سيموتون نتيجة لذلك.
إن استمرارية المستشفيات والمرافق الطبية على العمل أمر بالغ الأهمية خاصة أثناء النزاعات. وتماشيا مع القانون الإنساني الدولي، فإننا ندعو إلى حماية جميع المرافق الطبية والعاملين في المجال الطبي والمرضى بالإضافة إلى الجرحى، وندعو أيضا إلى التدفق المستمر للإمدادات الإنسانية والوقود على نطاق واسع، وإلى الوصول الآمن ودون عوائق لإيصال هذه الإمدادات إلى المرافق الصحية أينما كانت في كافة أرجاء قطاع غزة. كما ندعو إلى الإخلاء الطبي للمرضى المصابين بأمراض وجروح خطيرة.