بعد ثلاثة أشهر من الحرب في غزة، ومع تصاعد العنف من حوله، غادر عبد الرحمن عائلته بحثا عن الطعام. إلا أن هذا الأب لطفلين - أصغرهم كانت تبلغ من العمر بضعة أشهر فقط - لم يعد أبدا. وبدون أن يحظى بفرصة لوداعهم، قُتل عبد الرحمن بواسطة طائرة كوادكوبتر مسيرة. وبشكل مؤثر، تم دفن الطالب السابق في الأونروا في مدرسة أبو حلو التابعة للأونروا في مخيم البريج.
في غارة أخرى على منشأة تابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة، وهذه المرة على مدرسة ذكور النصيرات الإعدادية التابعة للأونروا، أدى قصف شنته القوات الإسرائيلية في وقت مبكر من يوم 6 حزيران إلى مقتل ما لا يقل عن 35 شخصا وإصابة عشرات آخرين.
وكانت مدرسة الأونروا التي تحولت إلى مأوى في مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة تأوي حوالي 6,000 نازح، العديدون منهم جاؤوا من مخيمي البريج والمغازي للاجئين الذين أجبروا على الفرار منهما بسبب الحرب.
في وقت مبكر من صباح يوم 2 كانون الثاني، قتلت نور خلال غارة جوية إسرائيلية على دير البلح في غزة. لقد كانت نور تبحث عن ملجأ في منزل شقيقتها عندما تم قصفه بقنبلة في الساعة الثانية صباحا، وأدى القصف إلى مقتل نور ووالدتها وشقيقتيها صفاء وهديل وطفلي شقيقتها هشام ورفيق وشقيقيها بلال وبهاء. منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول، دمرت الكثير من العائلات، وشطب بعضها من السجل المدني للسكان بالكامل.
آلاء صبية شابة من سكان حي الزيتون في قطاع غزة. وقد نزحت هي وعائلتها، إلى جانب معظم السكان في غزة، إلى رفح، وجميعهم كانوا يبحثون عن الأمان من القصف الإسرائيلي. إن رفح الآن مكتظة بالنازحين الذين يبحثون عن مأوى. وقد كان عدد سكانها 300 ألف نسمة فقط قبل بدء الحرب، وهي تستضيف الآن نحو 1,5 مليون فلسطيني.
إن قصة آلاء عن النزوح والخوف والحزن يشاركها فيها مئات الآلاف من الأطفال الآخرين.
منذ بداية الحرب في غزة، قتل أكثر من 31 ألف فلسطيني. والآن، يموت المزيد من جراء عواقب الحصار المفروض، بمن فيهم ما لا يقل عن 23 طفلا ماتوا بسبب الجوع والجفاف. وحذرت الأمم المتحدة الشهر الماضي من أن ربع السكان على شفا المجاعة.
ومع ذلك، فإن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت غزة في آذار – بمعدل 169 شاحنة في اليوم حتى الآن – لا يزال أقل بكثير من القدرة التشغيلية لكل من معبري رفح وكرم أبو سالم الحدوديين. وهو أقل بكثير من الهدف المتمثل في 500 شاحنة يوميا المطلوب لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية في غزة.
الدكتورة سلافة هي مديرة الصيدلة والمشرفة على الصيدلية في مركز تل السلطان الصحي التابع للأونروا في رفح جنوب قطاع غزة. وعلى مدار 18 عاما، وخلال جولات متعددة من العنف والحصار المشدد على غزة، استمرت في خدمة المجتمع المحلي للاجئي فلسطين. "كنت أعمل وحدي في الصيدلية خلال الأيام الثلاثة الأولى من كل حرب"، تقول الدكتورة سلافة مضيفة: "ثم يقوم أحد الزملاء بالانضمام لي لتقديم الدعم".
يقدم ناصر وزملاؤه شريان الحياة للفلسطينيين في قطاع غزة. إنهم أبطال حقيقيون يعملون على الخطوط الأمامية، فقد أظهروا تصميما لا يلين على تنسيق توزيع المساعدات الإنسانية الحيوية مثل الغذاء والدواء والماء والبطانيات، على الرغم من التحديات الهائلة. إن القيود المفروضة على الحركة نتيجة للعمل العسكري تتطلب تنسيقا ومتابعة مضنيين، ولكن هذا يكاد يكون مستحيلا بسبب انقطاع الاتصالات من حين الى اخر.
إن النساء والفتيات هن من بين الفئات الأشد عرضة للمخاطر في أي مجتمع. وعادة ما تتعاظم هشاشتهن في أوقات الأزمات، مثل نزوح سكان غزة بسبب الحرب. وقد نزح ما يقرب من مليون امرأة وفتاة، وقتل أكثر من 17,000 امرأة وطفل منذ بدء الحرب في تشرين الأول.
على مدى الأيام المئة الماضية، ساعدت أحلام في تنظيم تسليم المساعدات الإنسانية للنازحين في جميع أنحاء قطاع غزة. تعمل أحلام لساعات طويلة، وهي تدير مستودع الأونروا في مأرب في خان يونس جنوب غزة، وتشرف على المخزون وتخطط لتوزيع المساعدات. والمستودع الآن يعمل بثلاثة أضعاف طاقته السابقة. وتتولى أحلام استلام وتسليم المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات وتعمل بلا كلل من الساعة 7:00 صباحا حتى 11:00 مساء.
Pagination
- First page
- Previous page
- …
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- …
- الصفحة التالية
- Last page
عن المنصّة
تقدّم منصّة توثيق استهداف القطاع الصحي وتدميره في قطاع غزة معلومات دقيقة ومفصّلة عن استهداف المرافق الصحية، كالمستشفيات والمراكز الصحية، بالإضافة إلى تفاصيل عن الطواقم الصحية والعاملة بالمرافق الصحية كافة، التي جرى استهدافها بالقتل والاختطاف والإخفاء، الأمر الذي كان جزءاً من مخطط الاحتلال لتهجير قطاع غزة بجعله منطقة غير قابلة للعيش خلال حرب الإبادة. كما توثّق المنصّة أيضاً تحليلات لباحثين وكتّاب للجوانب العديدة لاستهداف القطاع الصحي، وتصريحات المؤسسات والجهات المعنية خلال الحرب. وتكمن أهمية هذه المنصّة في توثيق وإتاحة معلومات دقيقة وشاملة بشأن أبشع جريمة بحق الصحة في تاريخ القضية الفلسطينية، وربما في تاريخ الاستعمار. إضافة إلى أنها قد تشكل منصة أرشيفيَة يمكن الاستفادة منها من قبل الباحثين والمؤرخين في المجالات المعرفية المختلفة، ويستند المشروع في مرحلته الأولى إلى المصادر الثانوية إلى حين استكمال التفاصيل في كل أجزاء المشروع من خلال البحث الميداني. وبذلك، تُعتبر كل أجزاء المشروع قيد التحديث.